الفصل الأول
ولد عقبة بن نافع فى مكة ، فى البيئة التى ينشأ فيها الرجال أشداء أقوياء ،ـ وفى المجتمع الذى لا يعتز إلا بالفتوة والجرأة. وذلك قبل الهجرة بسنة .
والده نافع بن عبد القيس الفهرى أحد أبطال وأشراف مكة.
سماه والده عقبة تيمنًا (تبركًا) بهذا الاسم الذى يطلق على عدد من فرسان قريش الأقوياء .
كان وقتها الصراع شديدًا بين الرسول (صلى الله عليه وسلم) والكفار.
هاجر الرسول (صلى الله عليه وسلم) من مكة إلى المدينة ليتحاشى أذى الكفار، ولينشر الإسلام فى أرض جديدة .
أول كلمات طرقت سمع عقبة هى الإسلام والجهاد والفتح، وسمعها من والده لأنه كان من السابقين الأولين فى الإسلام.
لم يكن عقبة يفهم هذه الكلمات لأنه كان صغيرًا، ولكنه فهمها فيما بعد.
تسامح الرسول مع الكفار عند عودته لمكة وقال لهم (اذهبوا فأنتم الطلقاء) ، وكان عمر عقبة وقتئذ (٩ سنوات).
نما عقبة وحب الجهاد يملأ كل ذرة من كيانه، أعانه على تحقيق رغبته ابن خالته (عمرو بن العاص) ؛ حيث كان يحكى له عن قصص البطولة والجهاد كما ذهب عقبة ليتدرب مع الشباب المسلم .
اعتقد عمرو بن العاص أن عقبة سيكون بطلاً من أبطال الإسلام حيث أظهر فى بداية شبابه مهارة فائقة فى المبارزة والقتال.
اختار عمرو بن العاص عقبة وجعله فى مقدمة الجيش، ففتح الشام ولم يبلغ العشرين سنة، وقد اجتهد عقبة بشدة فى هذه المعركة ونجح فى أول اختبار له ضد الروم .
الاختبار الثانى لعقبة كان (فتح مصر)، فقد قاد عمرو بن العاص جيشًا ضئيلاً وهاجم الروم فى مصر وحقق النصر وكان لعقبة دور بارز فى المعركة.
اختار عمرو بن العاص (عقبة) وجعله فى مقدمة الجيش لمهارته الحربية، وهذا ما جعله يفضله على الكثير من الآخرين .