مع إشراقه الصباح يندفع الناس إلي أعمالهم وقضاء حوائجهم فالموظف إلي مكتبه والتاجر إلي متجره والعامل إلي محل عمله والطالب إلي مدرسته فهؤلاء يندفعون وفي رأس كل منهم آمال يسعي إلي تحقيقها وتمر الأيام وتتحقق الآمال فيرقي الموظف ويربح التاجر ويزداد أجر العامل ويكون نصيب الطالب النجاح ولكن هل تتوقف الآمال ؟
إن الأمل عند الإنسان متجدد ما بقي علي قيد الحياة يبدأ صغيرا وينمو ويكبر حتى إذا تحقق رغب في أمل أكبر بعزيمة أشد وهذه الآمال المتتابعة هي التي تصنع الطموح غير أن هناك فرقاً كبيراً بين الطموح والطمع لأن الطموح صفة من الصفات الكريمة وهو مقرون بالعزيمة الصادقة والسعي الجاد أما الطمع فهو صورة من صور الأنانية بل هو صورة من صور الشر لأن الطماع لا يشبع ولا يرتوي ويريد أن يكون عنده أكثر مما عند الآخرين ويحاول أن يستولي علي ما عندهم بغير وجه حق .
الطموح هو الذي يحرك العزيمة عند الإنسان ويشدها فطموح الموظف في وظيفته ينعكس علي عمله فينتظم ويحسن الأداء ويضاعف الإنتاج وطموح التاجر ينعكس علي مسلكه في معاملته الزبائن وهو بسعيه إلي تجارته محتاج إلي كسب رضا الناس بصدق المعاملة والبعد عن الغش وقبول الربح المعقول وطموح العامل يدفعه إلي تجويد العمل حتى يتفوق فيه فيتحسن أجره وترتفع مكانته وطموح الطالب يدفعه إلي الجد والاجتهاد والصبر علي طلب العلم والتخلق ومحاسن الأخلاق ومن نتائج كل ذلك التفوق المستمر والفوز المشرق للوطن والمواطنين .