الدرس الرابع - طيار ومقاتل مرة أخرى
مضت عشرة أشهر على وجود منصر مع البدو وذات مساء دخل الشيح راغب إلى خيمة منتصر ألقى عليه السلام ثم قال له : لقد تم ترتيب تهريبك إلى الضفة الأخرى من القناة .. قال منتصر وهو في غاية اللهفة متى سيحدث ذلك يا شيخ العرب ؟ قال الشيخ متبسما : بعد ثلاثة أيام عندما يختفي القمر حتى لا يستدل علينا العدو بسهولة كان هناك وداع حار بين الشيخ راغب ومنتصر قال الشيخ راغب كم يعز علينا فراقك يابني وعليك أن تعد نفسك لتعود إلينا مرة أخرى وقد ثأرت لبلدنا ولنفسك ولصديقك مجاهد أنا واثق أنكم ستعودون لطرد الأعداء من سيناء قال منتصر وقد اغرورقت عيناه بالدموع : لن أنسى طوال حياتي ما فعلتموه معي وسوف نلتقي مرة أخرى يا شيخ راغب وقد تحررت سيناء من دنس الأعداء .
سار منتصر بصحبة دليل حتى وصلا إلى نفق سري تقابلا فيه مع أحد رجال الضفادع البشرية الذي كان معه ملابس أخرى ليرتديها منتصر كضفدع بشري وبدأ الاثنان السباحة وقبل شروق أول ضوء للصباح كان منتصر ورفيقه قد وصلا إلى الشاطئ الآخر للقناة وقتها فقط أدرك منتصر أن رحلة العودة إلى سيناء قد بدأت بعد أن انتهت رحلة العودة إلى الأهل .
قضى منتصر حوالي خمسة أشهر في مستشفى القوات الجوية استعاد فيها اتزانه النفسي وأصبح أكثر استعدادا للعودة للخدمة مرة أخرى ليأخذ بثأره من الاثنين معا : العدو الغاصب والذئب القاتل .
عندما عاد منتصر إلى وحدته القتالية وجد أمورا كثيرة قد تغيرت أصبح الجميع أكثر التزاما وأكثر جدية في التدريبات وتم إدخال تحسينات كثيرة على الطائرات تزيد من قدرتها الهجومية والمناورة وسرعة الالتفاف كما لفت انتباهه نبرة الثقة والإيمان التي يتحدث بها الجميع عن حقهم الذي لابد أن يستردوه وعن نصرة الله لهم .
خمس سنوات كاملة من التدريب الشاق المتواصل كان منتصر يشعر في كل يوم منها أن روح الانتصار تملؤه وأنه سيلقى الشيخ راغب قريبا وسيأخذ بثأره