الفصل الثاني
كان يشغل فكر عمرو بن العاص وهو على شاطئ البحر أنه قد انتصر على الروم فى الشام ومصر، ولكن حدود مصر من جهة الغرب بحاجة إلى الأمان حتى لا يأتى الروم منها مرة ثانية.
اختار عمرو بن العاص عقبة لمهمة سيكون له بها شأن عظيم، وستكون أول خطوة فى فتح إفريقية، وهى استطلاع شأن البربر فى برقة.
طلب عمرو من عقبة أن يأخذ سرية ويذهب بها إلى برقة ليستطلع أحوال أهلها، فإذا كانت مطمئنة يأخذ عمرو الجيش ويفتحها وينشر فيها الإسلام.
قال عقبة: أمرك يا أبا عبد الله، وسأله عن السفر فقال عمرو: فى الغد.
فكر عمرو بن العاص فى فتح برقة من أجل تأمين الحدود الغربية للدولة الإسلامية.
صلى عقبة الفجر وأخذ عددًا صغيرًا من المجاهدين وتوجه إلى برقة ونزل ضيفًا على بعض القبائل وظل بها عدة أيام يتجول فيها حتى عرف أحوالها.
كان البربر يكرهون الحكم البيزنطى للأسباب الآتية:
كثرة الضرائب المفروضة عليهم.
قلة الأجور.
عدم وجود قوانين تحميهم، فالقبائل تهجم على بعضها وتنهب ما لديها، كما حدث قتال بين بعض القبائل والروم لخروجهم على حكم الرومان .