الفصل الخامس
كلف عمرو بن العاص عقبة بأول عمل قيادى له وهو أن يسير فى سرية لفتح فزان.
انطلق عقبة إلى فزان وعندما أصبحت على مرمى البصر ألقى فى الجنود كلمة مشرقة بنور العقيدة والإيمان حثهم فيها على القتال فى سبيل الله، فمن أسلم نجا ومن امتنع عن الدخول فى الإسلام دفع ضريبة الدفاع.
اختلف أهل فزان ؛ فبعضهم رأى المقاومة حتى لا يُجرح كبرياؤها، وبعضهم رأى الاستسلام حبًّا فى العدالة التى يتصف بها المسلمون، وبالرغم من الاختلاف إلا أنهم لم يستسلموا.
أثبت عقبة أنه جدير بالقيادة ؛ فقد فتح مدينة فزان وأحرز فيها نصرًا عظيمًا. وقد اغتبط عمرو بهذا النصر؛ لأنه كان يخشى أن تفشل الحملة فيقضى البربر والروم على المسلمين من داخل الصحراء، وينتهز خصومه الفرصة فينددون بسياسته ويقولون أرسل عقبة لا لكفاءته وإنما لقرابته له.
وجد (عمرو) الفرصة سانحة أمامه لفتح جميع المدائن حتى إفريقية، ولكنه بحاجة إلى مدد من الجيوش المدربة، فقد تمكن من فتح بلاد كبرى مثل طرابلس وبرقة فأصبح من السهل عليه إخضاع بقية المدن، ولكن لم يتم له ما أراد.
رفض الخليفة (عمر بن الخطاب) أن يتوغل الجيش فى إفريقية، وإنما كان رأيه أن ينتظر الجيش بضع سنوات حتى يزيد عدده ويعلم الناس أمور دينهم.