الفصل السابع
دعا الخليفة الناس إلى الجهاد فلبوا النداء وتجمعوا حتى وصل عددهم إلى عشرة آلاف مقاتل، ولكثرة من يبدأ اسمهم بعبد الله فى الجيش فقد سُمى بجيش العبادلة.
أمر الخليفة عثمان بن عفان عبد الله بن سعد بأن يقود الجيش لفتح إفريقية.
استقبل أهل مصر الجيش الإسلامى بالترحاب الشديد، وانضم إليه الكثير منهم حتى وصل عدد المجاهدين إلى سبعين ألف مقاتل، وأمدهم الخليفة بألف من البعير لتحمل الضعفاء.
اتجه الجيش من مصر إلى برقة ليقابل عبد الله بن سعد عقبة بن نافع لخبرته بأهل هذه البلاد، فقد حاربهم وعاش بينهم سبع سنين كاملة.
كان عقبة فى انتظار هذا الجيش عندما وصل إلى برقة، وكان معه عدد غير قليل من زعماء البربر الذين أسلموا وحسن إسلامهم.
انفرد عقبة بعبد الله بن سعد حتى يخبره بأمور البربر وكيفية قتالهم، ونصحه بالحذر من الطاغية جرجير الذى يبسط نفوذه من طرابلس حتى طنجة، إلا أن القبائل كانت تخضع له؛ لأنه خلصها من الروم، ولهذا يجب الحذر منه لأن المعركة ستكون عنيفة معه بسبب نفوذه الواسع.
اتفق القائدان على تأجيل غزو طرابلس والاتجاه إلى سبيطلة مقر ملك جرجير فى الجنوب الغربى لتونس حتى يقضى عليه أولاً فتهون الأمور بعد ذلك.